Logo

الحياة الرقمية.. الوريث والوصية

كلنا في رحلة وسنصل بشكل حتمي إلى وقت الوفاة «الله يطول بأعماركم بالخير» مهما طال الوقت أو قصر. ولكن للحسابات الرقمية شق مهم في هذا السياق، والتي تحتاج إلى ضبط إعدادات من شأنها تحديد من سيرث هذه الحسابات، ومن له الحق بإعلان الوفاة، ومن تعود إليه أرباح حياتك الرقمية من تطبيقات وفيديوهات، ومن له الحق بتنزيل صورك وفيديوهاتك من الخدمات السحابية.. إلخ.

التحدي الكبير هنا أن كل منصة لها قوانينها الخاصة، فمثلاً بعضها يقوم على الفور بإلغاء الحساب، وأخرى تقوم بتحويل الحسابات إلى ذكرى، ليتم الحفاظ على كافة المشاركات مهما كانت طبيعتها إيجابية أو سلبية، لذا على الواحد منّا أن ينتقي ما يشارك خاصة في مثل هذه الحالات! وفي هذه الحالة تصبح حسابات الذكرى مجمدة لا تغيير يُقبل عليها أبداً إلا بجدال طويل وعريض مع المنصة، قد تنجح أو لا تنجح، والأمر كذلك ينطبق على متاجر التطبيقات، فالكثير منها يعتمد على خوادم «سيرفرات» خارجية تغذي التطبيق، فتنهار هذه التطبيقات لكون خدماتها الأخرى مدفوعة ولم يتم التوصية باستمرارية الدفع لها وتطويرها وتحديثها، فتضطر متاجر التطبيقات لحذف التطبيقات من المتاجر، وقد يصل الأمر إلى المشتريات الرقمية، كالألعاب الإلكترونية والصوتيات والكتب الرقمية وغيرها، فملكيتها غالباً لا تورث بل تحذف! لكونها مرتبطة مدى الحياة مع من اشتراها فقط.

لتفادي الضرر وتقنينه من الضروري جداً كتابة كلمات المرور وجرد الحسابات المهمة مع رموز الدخول بخطوتين، وكذلك مواقع الأرباح والعملات الرقمية والسيرفرات، وكل حساب رقمي وكذلك المخازن السحابية لصورك وفيديوهاتك ومذكراتك مع تعليمات وتنبيهات واضحة للاستخدام والتنزيل والمحظورات وحقوق الوصول.

قد يتم تخزين هذه المعلومات الحساسة إما في خزانة المنزل الحديدية أو في مكتب محاماة أو حتى في البنك، وبعض المواقع المتخصصة في هذه الإجراءات أو ببساطة كتابتها كلها في مذكرة في خدمة غوغل دوك، وتفعيل آلية «الحساب غير النشط» والذي يقوم بدوره بإرسال بريد إلكتروني بعد مدة زمنية يحتوي على بيانات استرجاع الحساب لمن قمت باختياره كوريث رقمي لبيانات الحساب ومحتواه، نفس الخدمة متوفرة كذلك في عدة شركات مثل أبل وفيسبوك وإنستغرام ولينكد إن وغيرها.